الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

للذينَ غادروا ..ولم يغادروك !


إنّ اكتئابَ هذا اليومَ لا يُحتمل .. كُنتُ قد تعودّت هذا الاكتئاب ولكننّي لم أتعودّ طريقتُه المُباغته في القدوم،كان دوماً حينَ يأتي يطرُقُ الباب و يستأذِنُ ويُمهّد لمجيئه ولكن هذه المرة لم يفعل . سيطرَ على قلبي انقباضٌ لا أعرف كُنهه ! ألأنني أنا وصديقتي اليوم تكلمنّا عن الموت ؟ رُبمّا ! ولكننّي لم أعهد هذا الانقباض الذي في داخلي و الدموع المُحتبِسه و التي لا أجِدُ سبيلاً كي أُفرغهُّا .. مسكينة ! حُكم عليها بسجنٍ مؤبّد ! لا تستطيعُ أن تخرج من محاجرها ولا أن تنزلُ من مآقيها ! تهافتت أسبابُ هذا الاكتئاب في رأسي، قرأتُ كذلك اليوم في روايةٍ مّا مقولة على لسانِ البطلة تقولُ فيها "وددتُ لو إننّي أتقيأ قلبي" شعرتُ بغصةٍ حينَ قرأتُها ..ووقفتُ عند هذهِ الجملةِ مراراً ..لا أستطيعُ تخطيّها ..قرأتها مراتٍ ومراتّ ، وفي كُلّ مرةٍ أقرأها وكأنّ سكيناً تنغرزُ في قلبي .. لا أعرفُ أكانت هذه السكينُّ تقتلني أم تحاول أن تجعل قلبي يتقيأ! بعد عدّةِ قراءات لذاتِ العبارة كتبتُ ملاحظةً بجانبها لأننّي شعرتُ إني إن لم أكتبها فإنّ مصيبةً ستحلُّ على قلبي، كتبت " إنّ قلوبنا لا تستحقُ أن نتقيأها أبداً..ولكننّي وددتُ لو تقيأتُ حُبّ بعض من تربعوا داخلَ هذا القلب .. و الذينَ يأبون أن يُنتزعوا منه ..وكأنّ القلبَ قلبهم ..وكأنّ النبضَ نبضهم ..وكأنّ الروح هي روحهم ولكنّها في جسدنا نحن !" شعورُ الموت و الفراق و المغادرة هو فعلاً من يجعل قلبك يُريد أن يتقيأ ..ولا يتقيأ فقط بل أن يتوقف عن النبضِ نهائياً . كيف تحاول أن تتعايش مع فكرة پإنّ شخصاً مّا غادرك وهو حقيقةً لم يُغادرك ! غادر كل شيء ..ولكنه لا يُغادرك أنت . غادرَ الأماكن ..غادرَ البيوتَ و الشوارع ..وغادرَ الدُنيا ! ولكنّك تشعُر بإنه موجودٌ لم يُغادرك يا للوعةِ هذا الشعور . ٧/ديسمپر/٢٠١٦

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

الثلاثون من نوفمبر .


في ذلكَ اليوم الذي وُلدتُ فيهِ غرس أبي نخلةً في مزرعته و اسماها " جُمانة " كِبرت نخلته تلك ..وكبرت أنا معها .. و أصبحنا توأماً ، توأمان في كُلّ شيء في صلادتنا ،قدرتنا على تحملّ هذه الحياةِ وما فيها وفي شغفنا لعيشها ولمجابهة كُل شيءٍ فيها ، في الوقتِ الذي بدأت جذور نخلتي بشقِّ طريقها في التربة كُنت أنا أنمو رويداً رويدا .. في الوقتِ الذي بدأ خدّاي يتوردّانِ فيه كانت نخلتي مازالت تكبُر .. نموتُ أنا ونمت هي ولكنّ الفرق أنها ظلّت ثابتةً في مكانها و أنا رحالّة! لم تتساهل هذه الحياة لا معي ولا مع توأمي " النخلة " بل أذاقتنا الكثير الكثير ..ولكننا ما زلنّا نُواجهها بأسلحتنا ..ما زلنا نعيش هذه الحياة ونخوضها ما استطعنا إليها سبيلا ..ما زلنا مُثمرين وثابتين وصغار قادرينَ أن نُثمر للأمدِ البعيد .. أنا و نخلتي تلك لا نتشابه فقط في يوم الولادة بل نتشابه في الثباتِ و الرسوخ و القوة! حتى في وجه العواصف و الرياح الشديدة التي تأتي كي تُدمرنا ها نحنُ مُتجلدّين ،صلدين كالجبل ! كما إنه لم يُصبنا شيء و كأنّ هذه الحياة لم تسحقنا ..لا ننحني ، لا نسقُط ولا يكسرنا شيء .. ها نحن حتى و إن قررّت دمعتنا أن تسقُط في يومٍ مّا نزفُرُ زفرةً طويلةً ونمسحها ..لا مجالَ للحُزن ..لا مجال للكآبة،وكذلك لا مجال للدموع !. أليسَ كذلكَ يا نخلتي ؟! . .... الثلاثون من نوفمبر /2016 الساعة الثالثة مساءً

الخميس، 24 نوفمبر 2016

عُمقُكَ ..أم سطحِيتهّم !؟


هل تُعذبّك سطحيةُ كل شيءٍ من حولكَ هُنا وتظنّ بإنك الوحيدُ الذي يتعمقُّ في تفاصيل الأمور .. سفاسفها و أصغرها .. أيزعجك تفكيرك هذا ! نعم أنا يزعجني كثيراً .. أن يتخطّى الجميعُ مسألةً مّا وتظلّ عالقةً في ذهني لا أستطيعُ إزاحتها ..أفكّر فيها مليّاً ..أتعمقُّ فيها بينما الجميع انتقلَ إلى شيءٍ أخر .. أشعرُ بالضعفِ إزاءَ نفسي أشعرُ بإنني أعذّب نفسي بمجردّ تفكيري في التفاصيل .. أقلقُ راحتي و أقضّ مضجعي.. لا أدري أين يدورُ الخللُ هنا أهو فيَّ ؟ أم فيهم ..! أهو في عُمقِ تفكيري أم في سطحيةِ تفكيرهم ! ؟ أشعر في أغلبِ الوقتِ بالتيِه ولا أستطيعُ مصارحةَ أحد .. لا أستطيع سِوى أن أصارح قلمي هذا ..ما السبب يا الله؟ الذي يجعلني أجلدُ نفسي بتفاصيل مُريبة وتُدخل فيّ الشك ! نعم ..نعم عرفتُ إجابةَ هذا فقد قيلَ لي يوماً " أنتِ مريضة نفسياً "! . الخميس ، الرابع و العشرون من نوفمبر 2016

الخميس، 29 سبتمبر 2016

عالمُ الأحلام .

الأحلام .. تلكَ التّي تأخُذكَ من عالمكَ لعالمٍ - لا محالة - َ أجمل حين تُزعجك هذه الحياة و يُحبطك كُل شيءٍ فيها ، افعل مثلي! أتعرفُ ما الذي أفعله أنا ؟! أنا أحلم .. ربمّا أحلم أكثر ممّا أُنفذّ وربما أنا حمقاء لأنني انشُرُ فكرةٍ كهذهِ مثلاً ولكنني مؤمنة بإنني حتماً لن أستطيعُ إكمال هذه الحياة دون أحلامي .. على فكرة! أنا لا أتكلم عن أحلامِ النوم أنا أتكلّمُ عن أحلامِ اليقظة، نعم.. نعم هي ذاتُ الأمور التي خطرت في بالكَ الآن حينما قرأت كلمة يقظة! . أتخشى هذه الأحلام أن تسرقُك من واقعك، أم تخشى أن تصحو على واقعٍ مرير لا يمتُّ لعالم أحلامكَ بِصلة . لا بأس دعني أسدي لكَ نُصحاً " احلم ، احلم حتى و إن أحلامك هذه لن تتحقق .. احلم حتى و إن كانَ مستحيلاً ، احلم ولا تخف من ان تحلم .. فأن لا تحلم معناه أن تموت و أنتَ على قيدِ الحياة . الثلاثون من،سبتمبر /٢٠١٦ الساعه العاشرة و النصف .

السبت، 13 أغسطس 2016

لا تكُن غصناً يابساً.


تقولُ الحكمة التي قرأتها في مكانٍ مّا بإن "العاصفة..لا تكسر من الأغصان إلا يابسُها" حال الأغصانِ هنا يشبه تماماً الانسان و العاصفة إمّا أن تكون ظروفاً او عوائق، نمرُّ جميعاً بظروفٍ تجعلُ طباعنا سيئة جداً و تجعلنا نمقتُ كل شيءٍ في هذهِ الحياة . هذه الفترةُ بالذات هي التي تُحدد إما أن تكونُ غصناً يابساً او تكونُ شجرةٌ عروقها ضاربةٌ في القيعان ولا تُزعزها عاصفة . الإنسانُ الذي تخورُ قواه أمام اولِ معركةٍ مع الحياة تأكد بإنه إنسانٌ لن يستطيع الصمود طويلاً أمام جبروتِ هذهِ الحياة .. و سرعانَ ما يستشري اليأسُ بداخله!، هذهِ الحياة بتاتاً ليست سهلة ومع كُل صفعة تهديها لكَ هذهِ الحياة تختار إمّا أن تحاربها بأقوى سيوفك أو تدعها تصفعك في كُلِ مرة و أنتَ مكتوف الأيدي . أنتَ من يختار !. الجمعة ، ١٢،اغسطس،٢٠١٦

الجمعة، 12 أغسطس 2016

هدوء البحر ..الذي لا يُشبه روحي ..!

‏هدوءُ هذا البحر لا يُشبهُ ضجيجُ روحي ..لذا أُحبّه كثيراً .
 مؤخراً بدأتُ أحبُ كُلَ شيءٍ لا يُشبهُني لأنني أخيراً أدركت بإنني أسوأُ من أن يُشبهني شيءٌ مَّا .
أشعُرُ بأني أميلُ للصخب، للضوضاء كمن يبحثُ عن شيءٍ لا يُشبههُ، نعم كُل هذه الأمور لا تُشبهني ولكنني أحبها .
عبثاً أحاولُ أن لا أجدني، عبثاً أحاولُ أن أمحيني كما تمحو الممحاةُ زلاّتَ القلم ..! .
عبثاً أحاولُ أن أطمسني، رغمَ كُلِّ هذا أنا موجودةٌ في كُلِّ صورة، لا طمسي يُجدي نفعاً ولا محوي.
إنني مُتربصةٌ بي ..متربصةٌ بِكُلِّ شيءٍ هنا ولا أكاد أستطيعُ أن أنفكَّ منّي ،كالسرطانِ أنا لنفسي خبيثةٌ ولا أُريح، كالوسواسِ أنا لنفسي عَدوةٌ أزليةٌ لا أذهب ًً..!
 لا بأس سأُظهر حنقي للعالم .

السابع والعشرون من يونيو ،٢٠١٦

الاثنين، 8 أغسطس 2016

غيبوبة المشاعر.

هل أبدو متبلدةً يا الله، يؤلمني شعوري هذا فعلاً ..أن تغدو كُلَ الأشياءِ اعتيادية ولا أشعرُ بلذّةِ الدهشةِ ولذّة معرفة الشيء لأولِ مرة، أيُدعى هذا تبلداً أم ماذا؟! أن اعتادَ الدهشة وما تعودُ الشهقاتُ حاضرة، اشتاقُ شعورُ معرفة الشيء للمرةِ الأولى أن تخبرني صديقتي مثلاً عن مغامرةٍ جديدةٍ فعلتها فأشهقُ متفاعلةٍ معها، أو ارتكابي لحماقةٍ مّا فأشهقُ لمعرفةِ والدّي بها .. لا ذاكَ ولا هذا ..حتى هذا الشعور أصبحَ غائباً .. تُخيفُني مشاعري الغائبةُ عن الوعي هذه، مشاعري التي أصبحت لا تندهش من شيءٍ أبداً، يزعجني هذا ولكنني لا أعرف كيف لي أن أتخلص منه، المشاعر التي تعاني غيبوبةً طويلة ولا أستطيع أن أحدّد متى ستستفيق منها. حتى ذاك الفيلم الذي أرى الجميع يمدح فيه أراهُ لا يعجبني ولا يدهشني جماله و كذلك حالُ الأغنية ، حتى الكتاب الذي أجمع الكُتّاب بإنه الأفضل لا يعجبني ..كُل شيء . يُقال كل شيءٍ يحدث بسبب ولسبب ولكنّ عقلي تاه وهو يُفكّر أي سببٍ هذا الذي يجعلُ فتاةً كانت تضُّجُ بالحيويةِ و الحياة في يومٍ مّا بليدةٍ ومنطفئةً لهذهِ الدرجة . الثانية، بعد منتصف الليل التاسع من أغسطس،2016

صديقتي الحمقاء .

ألم أخبركم مسبقاً عن صديقتي الحمقاء التي تعلمتُ منها الكثير !. تلك التي كُلُ ذرةٍ من كيانها تُقطرُ تفاؤلاً، التي ما إن يحدثُ شيئاً سيئاً تُتمتمُ بلا بأس ، ولعلّه خير . لا أدري فعلاً كيفَ لها أن تكونُ هكذا حتى في أشدِّ المواقفِ و أحلكها التي أكونُ أنا فيها في قمة غضبي وهيجانِ أعصابي تكونُ هي هادئةٌ جداً و البسمةُ تعلو شفتيها بأنَ القادم أفضل ..!. لا أدري إن كُنتُ أنا التي أبالغُ بغضبي أم هي التي تُبالغُ بهدوءها رغمَ حدّةِ المواقف أحياناً . ولكن علمتنّني صديقتي ـ التي ما عادت حمقاءـ بأنك حين تبتسم في وجه عدوك حتى في وقتِ هزيمتك ما هو إلا نصرٌ لك وهزيمةٌ له ..فما بالك إن كانت الظروف هي عدّوتك! ألا تظنُّ فعلاً بإنكَ قادرٌ على أن تهزمها بابتسامة ! . يذكرني هذا أيضاً بمقولةٍ قرأتها في زمنٍ مّا للملك هنري تقول " أفضل وسيلة للتخلص من عدوك هو أن تتخذه صديقاً لك " و أن تبتسم في وجهه كذلك. الثامن من أغسطس،٢٠١٦

الأربعاء، 29 يونيو 2016

هل ينتهي الماضي..؟!


هل ينتهي الماضي أم أنه يبدأ حياته داخلُ رؤوسنا ؟
من منّا لم يُرهقهُ الماضي ؟
من منّا لم يمت حنيناً للماضي أو لم يعش سجيناً بين طيّات الماضي  ؟
ما الفرقُ إذن ؟
ما الفرقُ في أن تعيشَ مسجوناً أو تموت ؟!
يشبه الأمر شعور الفراشة حين تزعجها الحياة فتتوق إلى شرنقتها، إلى أمانها لا إلى الحبس.
هل نحن من نختار شرنقتنا أم هي التي تختارنا ؟
الماضي يشبه الشرنقة جدا، حيثما نولي نجد وجهه في كل الجهات، فلا نملك إلا أن نرضخ.
حتّام يستمر رضوخنا ؟
أنا سأتمرد على قوانين العالم.
الرابع و العشرون من يونيو،٢٠١٦
ملاحظه/الجزء الأسفل من التدوينه كتبته خولة ❤.

الأربعاء، 15 يونيو 2016

أنحنُ من نقع في الحب أم هو الحُبُ الذي يقعُ على قلوبنا؟!.


هل وقعتَ في الحُبِ يا صاحبي..؟

ـ "لا أدري أنحنُ من نقع في الحب أم هو الحُب الذي يقعُ على قلوبنا..
لا أدري أهُناكَ سبيلٌ للخلاصِ منهُ أم لا، ولكنني يا صديقي لم أقع يوماً ولم يوقعني الحُبُ يوماً ،
يا صاحبي ..لقد هجرني الحُب!..
أأخبرُكَ الصِدقُ ياصاحبي لا أدري أأنا من هجرتهُ أم هو الذي هجرني ..لا أدري أأنا الذي تشفعتُ لنفسي وقُلتُ لها :"أنتِ لستِ للُحب!.."
من مِنا يختارُ أيحبُ أم لا ..من منّا يختارُ في أيِّ سنِّي حياته يُحب
في الحُبِ دوماً نحنُ مسيرونَ لسنا مُخيرّون .."

ـ أخبرني يا صاحب ما هو لونُ الحُبِ وما هو طعمه ..أخبرني ما هو إحساسهُ ولحنُه..؟!

ـ " آه يا صديقي .. إن للحُبِ ألوان ومذاقات
الحُبُ يكوي ،يشوي ،يحرق ..الحبُ يداوي و يشفي، ويجرح ..
أليسَ غريباً يا صاحبي أن يكونُ الحبُ هو المعنى الوحيد الذي يجمع كُل المتناقضات!".


12/6/2016

ألم يُعلمكَ المطر؟


ألم يُعلمكَ المطرُ كيفَ تشتاقُ لي؟!..
ألم تُعلمكَّ قطراتُ المطرِ هذهِ كيفَ هي العودةُ بعدَ فُراق ؟.
أم هيَ علمتكَ الغياب ..،
كيفَ لكَ أن تغيبَ وتترُكني .. وحيدةً تحتَ المطر ..
أعلمكَّ هذا المطرُ المُتساقطُ أن تغيب دونَ أن تأبه لي و لحُزني،
ودونَ أن تأبه للفوضى التي يترُكها غيابكَ في قلبي،
مُشتتةٌ أنا من دونك ..ضائعةٌ حتى و إن تصنعتُ الثبات
مُهتزةٌ خائفةٌ ضعيفةٌ وإن تصنعتُ القوة،
بدونكَ يخفتُ جمالُ اللحظات ..ويستترُ القمر
من دونكَ حياتي عتمةٌ و إن حاولتُ إسراجَ المصابيح،
أن يمرجحني الحزنُ ويعصفُ  بي في غيابك،
أن تُبكيني قصائدُ الحب وتقتُلني الأغاني..
أن أتعثّر بذكرياتكَ فتُبعثرُني،
وتُذبلُ الورودَ التي زرعتها في صدري،
أن تترُكني فمعناه..
أن تسُدَّ كُلَ الطرقِ المؤديةِ إليكَ ..ولقلبك
وتفتحُ منافذَ قلبكَ مرةً أُخرى لغيري ..!  
 
1/4/2016

السبت، 11 يونيو 2016

طفلٌ صغير..!


كم كُنتُ أصرخ أن زَملوّني ..دَثروني،

كم كُنتُ أطلبُ أن ساعدوني فأنا طفلٌ صغير ..مُشردٌ وأسير

أستعطفُ قلوباً لا شفقةَ فيها ولا ضمير،

أتساءلُ من أي حجرٍ قلوبهم ،

ألم يشفقوا لحالي ولو قليلاً ..لحالِ أمي المتعبة، أبي الكبير الذي أدويتهُ مازالت في منزلنا هُناك حيثُ طُردنا

تشتتُّ و أنا طفلاً صغير ..لم أحلُم بشيءٍ أبداً سوى أن أعودُ لمنزلنا ..ذاكَ المنزلُ الصغير ..

الذي حَوى صرخاتنا و مشاغباتِنا أنا و إخوتي ،

المنزل الذي خرجنا منه دونَ إرادتنا ..ولم نستطيع أن نُعارض ولم نستطع أن نقولُ لا

أن تقولُ لا هنا فمعناه أن تنادي للموتِ ليأتيك فيفضلُّ الغالبية أن يصمتوا أمامَ الذُلِّ و الهوان ..

ولكن بيَّ يقينٌ إننا سنعود ..لسوفَ نعودُ ذاتَ يومٍ لمنزلنا مرةً أخرى ..

رغمَ كُلِ هذا الحُطام و الدثار ..سنعود لا بُدّ أن نعود
11/6/2016

عودة.


وتعودُ بعدَ الغيابِ ..ويهزمُكَ الحنين،
وتنشدُ قصائدكَ تلك لي كطفلٍ سجين،
وتَبُثُّ لي أشواقكَ و آهاتُكَ وبعضَ الأنين ،
وترجُو قلبيَ المسكينَ كي يعودَ ..وكي يلين
ولكنّهُ القهرُ في قلبي ..يتُوهُ ولا يستكين،
و أعُودُ بِكُلِ اليأسِ مُثقلةٌ بالحنين،
و أقولُ لولا أنها الأيامُ،
تقتُلنا حُزناً وتُدمينا في كُلِّ حِين،
لكُنتُ قد رجعتُ إليكَ ولن أترُكَ يداكَ.. إلى يومِ الدِين
24/4/2016

أمشي..!

 

 
 
أمشي و أمشي دونَ معرفةٍ للطريقِ و اهتداءٍ للقدر،

أمشي بعشوائيةٍ فوقَ الطريقِ الممتلئ بالوعورةِ و الحُفر،

أبكي و يسيلُ دمعي فوقَ أجفاني و يرتجفُ الشجر،

مُشردةٌ أنا لا أملكُ قلباً كي أعيشُ فيهِ و أزدهر،

أبكي بِحُرقةٍ.. على بيتٍ ليسَ من طينٍ ولا اسمنتٍ ولا حجر،

بيتٌ كانَ لي يوماً من الأيامِ في قلبِ الخليلِ المُكفهّر،

و اليومُ خانَ و طردني من البيتِ دونَ اعتبارٍ لأيامٍ جميلةٍ وذكرياتٍ و صور،

و تربعّت أخرى بِلا حقٍ على بيتٍ كان لي بصكِّ مُلكيةٍ ونذر

نذرٌ بإن لا تسكُنَ القلبَ أخرى ولكن قالوا لنا لا تأخذي بكلامِ الذكر!..

فكلامهُ نفسُ الكلامِ مُكررٌ على ألفِ أنثىً و فتاةٍ مرّت عليهِ في هذا العُمر،

وأنتِ لستِ سِوى ضحيةٍ للاعبٍ قويّ ومُقتدر،

لا تحزني فكما رحلتِ أنتِ من بيتهِ و القلبُ تُركَ لأخرى فدعيها تنتحر،

لن يقتُلَ الحبيبةَ سِوى شِدّةُ الحُبِ من طرفها،

 و الطرفُ الأخرُ في الهوى محضُ كاذبٍ ومخادعٍ لا يُغتفر،

أمشي و أترُكُ كُلَّ شيءٍ ..فوحدهُ سيُنصفني القدر !.
 
10/2/2016

 

الجمعة، 10 يونيو 2016

كَبرتِ !..


قُولي وداعاً للطفولةِ و أيامٍ من العُمرِ ذهبت ولن تُسترد ..

قولي وداعاً للحقولِ و للشوارعِ و الأفلاجِ و المطر ..

ها قد كبرتِ و أصبحتِ في مُقتبلِ العُمر ..

ها قد كبرتِ و زُينَّ شعرُكِ بِحجابٍ للستر!

وحينما كبرتِ وجدتِ الطفولةَ تُناديكِ من جديدٍ

و الحنينُ يأخُذكِ إليها دونما ..استئذانٍ أو أمر

زادَ شُجونكِ وبكيتِ شوقاً لطفلةٍ في السابعةِ ..تجري 

وتلعبُ دونَ همومٍ أو عِبر

سألتي نفسكَ كيف أعودُ للطفولة وأيامٍ من العُمرِ ذهبت

 ولن تُسترد

قُلتُ: غَنّي وسلّي نفسكِ فتلكَ أيامٌ كما أسلفتِ ذهبت ولن تُسترد

تُصريّنَ للأيامِ وتنادينها ولكنَّ صدى صوتكِ ماتَ عندَ شُروقِ الفجر!..
10/2/2016

مُتعبة..!



إن كُلُ شيءٍ هنا يبدو مُتشربكاً كسلسلة ..



رغمَ خِداعنا لأنفسنا بأننا أقوياء ..مع أولِ صدمةٍ ننهارُ وتخورُ قُوانا



إنَّ كُلَ شيءٍ هُنا يبدو مُعقداً وعقلي لا يستطيع ..



أجُاري كُلَ شيءٍ هُنا ..أحاول أن أضعَ لذاتي سُكّةَ عبور



ولكن كل السُككِ قِفار ..



تعبتُ كثيراً من المشي و أنهكني المسير



إنني مثلَ المُتعبِ الماشي الذي سألَ اللهَ راحةً



فجاءتهُ تلكَ الراحة على هيئةِ شللٍ قاس !



إنَّ كُلَ شيءٍ هُنا يبدو كغُرفةٍ مُظلمة



لا النورُ يدخُلُ إليها ولا حتى الهواء !



إننّي مُرهق ..فقد أنهكني المسير !



أنهكني المسيرُ ولا أستطيع



18/5/2016