الأربعاء، 3 مايو 2017

آسفة .


أنا آسفة لكُلّ شيءٍ هنا..وكلّ شيءٍ حولي أنا آسفةٌ جدّاً. إن كُنتَ تقرأُ الآن فبوسعي أن أقولُ لك بأن ما سأكتبه الآن غارقاً في الاجدوى وغارقاً في العتمةِ يكادُ لا يُرى، تماماً،كثوبٍ أسود في غرفةٍ مظلمة..يُشبِهُ شعوري هذا شعورَ المُقبِل على الانتحار،ولكننّي لستُ من ذلك النوع الذي تواتيه الشجاعة أن يستلّ موساً و يجعل الدم ينفجرُ من عروقه كنوافير، أنا من النوع الآخر، ذلك النوع الذي يقتُل نفسه بصورةٍ بطيئه، أقتلُ نفسي بشدّة التفكير..التفكير في كُلّ شيء ولكل شيء . أبسطُ الأمورِ تستوقفني،وتُثيرُ قلقي . أفُكّر في عمّي -المخمور دائماً- و أتساءل بشفقة هل سيدخل النار؟ أفكّر في أبي و الشيب الذي بدأ يغزوه منذ سنين، أفكّر بابنة أختي الصغيرة ذات العام الواحد والتّي بسماتها تجعلني أذهبُ لعالمٍ آخر ..أفكّر كيف ستعيش في ظلّ أبوان لا يسمعانها ولا يستطيعان التحدّث معها ، أفكّر في الفتاة التي في نفس عمري و التي كانت في صفي في يومٍ مّا و الآن أصيبت بمرضٍ خبيث، أفكّر بأختِ زميلتي المعاقة التي ما فتأت تُجاهد في هذهِ المدرسة. أنا اعتدتُ هذا و اعتدتُ أن يُرهقني التفكير بمن حولي، أنا آسفةٌ لهم، لا أملكُ من الأمرِ سوى أن أفكّر فيهم، يشغلوا حيّزاً - ليس بالهيّنِ- من تفكيري. أنا آسفةٌ لنفسي كثيراً لأنّي أُرهقها فتتعب وتكون منهكة وخائرة مثل عصفورٍ يحتضِر ثمّ يستعذِبُ حلاوةَ الروح فيحاول جاهداً أن يطيرَ مجدداً،فيفلُح ويقع مرةً أخرى فيقوم بعدها، وهكذا دواليك . نفسي هي هذا العصفور ..وهذا العصفور هو نفسي ! . جُمانة✨ ٣/٥/٢٠١٧

هناك تعليق واحد:

  1. هذة الحياة لا عدل فيها حينما يطغى الإكتئاب مكان فيه عرش مشركز بالقلق وقلة الحيلة. الإنتحار ليس أمراً عادلاً بما فيه الكفاية، والموت البطئ هو انتحار كذلك ولكنه بصنف آخر، التعايش كذلك هو جزء من الإنتحار، ما دامت هنالك ابتسامات تسافر بالعقل وتسفر بالمنطق فهذة مواجهه حقيقية للحياة، لست كفيلة بحمل قلق غيرك، لكل واحد عاطفة، ولكل واحد له حد معين لسيكلوجيته. عمك السكير وصديقتك المريضه وكل شيء حولك هي عبارة عن رواية، وانت احد شخوصها لصنع حبكتها، ولتبقى عنوان هذة الرواية ابتسامة في وجه القدر، اكسري قوالب الخوف، واستمتعي بالتفاصيل، وليكن فيها عطاء وكفاح،، ولتكن الكتابه متنفس تصبي فيها تدويناتك..

    ردحذف