الساعةُ الثانية عشر صباحاً و رغبةٌ شديدةٌ بالنعاسِ تكتسحني ولكننّي أقاومها، في الحقيقة لا أدري ما الذي ينبغي عليّ فعله كي أتمكنّ في يومٍ مّا من التخلّص من الناس الذين لا يحلوا لهم الحديث سوى في رأسي..ليسَ شخصاً واحداً فحسب، بل أربعة أو خمسة أشخاص لا أدري،ولكنّهم كُثُر و الأعتَى من ذلك أنّهم يتكلمّون جميعهم في ذاتِ الوقت ولا يصمتون . لا أعرف عمّ يتحدثون، أحاول إسكاتهم لكنّهم ثرثارون، أشعر بهم في كلّ وقت مثل النحلِ الذي يُزعجني طنينهُ .
يُضحكني كلامهم الذي لا أفهمه أحياناً و يُبكيني في الدقيقةِ الأخرى، أحاول أن أحدّق في الجدار و أسمح لكلّ جوارحي بسماعهم و أتحدّث معهم، ونغوص جميعاً في عالمٍ ثرثار لا يصمت، ولكننّي أفشل في مُعظم الوقت أو لا أدري ربمّا يزعجهم وجودي الدخيل بينهم ولا يودونّي أن أشاركهم حديثهم و أقطع عليهم خلوتهم، ولكن.. ما ذنبُ رأسي كي يستقرّون فيه؟! .
أنا أدري بأنّ ضحكي الهستيري المفاجئ هم سببه و فرحتي المُفاجِئه بسببهم أيضاً حتى وإن غفلت عن السبب أدري بإنهم وراء كلّ الأسباب .
حتى حينما يكتنفني شعورٌ مُباغتٌ بالاكتئاب و البكاء على الاشيء، أدري بأنهم وراء ذلك، أتخيلُّ أحياناً بأنّ في رأسي متنزّه و مشاعري هي المراجيح، ينتقلُ هؤلاء الناس من مرجوحةٍ إلى أخرى و إثرَ ذلك يتقلّب مزاجي .
الأمرُ ملفتٌ للانتباه.. ويُضحكني كذلك! .
.
.