الخميس، 16 فبراير 2017

لستُ قطعةَ حلوى.


كانت هذهِ الليلة ما تزالُ تسيرُ على مايُرام إلى أن حلَّ موعدُ النوم فقررتُّ أن أقرأ قليلاً .. فتحتُ الكتاب الذي كانَ بصُحبتي هذه الليلة "حاء" لبثينة العيسى . وقعتْ يدي على مقالٍ قلبَ ليلتي الهادئة إلى ليلةٍ أشبهُ بمعمعةٍ من الأفكارِ و الهواجسِ والتساؤلات ،كانَ اسمُ المقال "أنتُم مخطئون بحقنّا وبحقّ العالمِ أيضاً" وقعتُ في لُجّةٍ من التساؤلات التي أثارت حُرقةً في داخلي..تساؤلات على شاكلة : " لماذا يُصادرونَ حقنّا في العيشِ كما نُريد؟!" ..نحنُ لا نطلب الكثيرَ من هذا المجتمع سِوى أن يكونَ مُنصِفاً بشأنِنا ،أن لا ينظُر إلينا بإزدراءٍ ودونيّة ..أن لا ينظُر إلينا بنظرةِ "مربياتّ الأطفال" و " مُدبرات شؤونِ المنزل" فقط . أن لا يُجحِف في حقنّا ولا يظلُمنا ..ولا يجعل سطوةَ الذُكورة تُطاردنا من بيتِ الأب إلى بيتِ الزوج من سجّانٍ إلى سجّانٍ آخر في مُعظم الحالات ! . من نظرةٍ مُجحِفة إلى نظرةٍ أكثر إجحافاً !. سأتكلّم الآن بكُلِ صراحة مُتخليّةً عن أي قيدٍ قد يُلجِم الكلمات المُحتقنةِ في داخلي ،. كيفَ أصبح هذا المُجتمع يُنكر الرجُل إذا ما لم يُمارس سُلطته على النساء!؟ كيفَ أصبح المجتمع ينظُر للرجُلِ نظرةً حقيرة إذا ما ساعد زوجته أو أخواته في شؤونِ المطبخِ أو أعمالَ المنزل!؟ . هذا المُجتمعُ قاسٍ و ظالم إلى حّدٍ مؤلم وحدٍ لا يُطاق، لذا سأتمردّ و سأُعلِن بأننّي لستُ قطعةَ حلوى ،ولستُ لؤلوةً مصونة ولا دُرّةً مكنونة .. وأنّ بهذا العالم أمانٌ كبير و أنا لا أخافُه مهما حاولتُم أن تُدخِلوا هذهِ الفكرةَ في رأسي .. لن أسمحَ لكُم بأن تُصادروا حقّي في أن أعيشَ الحياةَ التّي أُريدُها ولن أسمح أن تسلُبوا حريتّي منّي ..لن أدعكم تمنعوني من المشيِ حافيةً على العُشب أو حتّى الغناءَ بصوتٍ عال ..لن أدعكم تقتلونَ الطفلةَ في داخلي و التّي تُريدُ أن ترقُصَ على أنغامِ الحياة بخفّة و أن تطير وتطير متحررّةً من أيّ قيد قد يُكبلُّ حُريتّها . في النهايةِ، أنا مُجردُّ امرأة ..لستُ قطعة حلوى ولا شرف ولا عار ولا لؤلؤةً ولا دُرّة ..فقط امرأة . ١٥/٢/٢٠١٧ ✨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق